شمس سورية – متابعة
إحياءً للذكرى الثانية والستين لاسترجاع السيادة الوطنية للجزائر، شهد قصر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق مساء الخميس ١٨- ٧-٢٠٢٤ توقيع كتاب “الأمير عبد القادر وجزائريو بلاد الشام”، الصّادر عن اتحاد الكتّاب العرب في سورية، برعاية سامية من رئيس الجمهورية الجزائرية السيد عبد المجيد تبون.
قدّم هذا الكتاب رئيس اتحاد الكتاب العرب “د.محمد الحوراني”، والذي رأى فيه محاولة حقيقية لكشف حقيقة شخصيّة الأمير عبد القادر الجزائري، وهي شخصيّة ثقافية صوفيّة مقاومة ولها الحضور في كافة المجالات، وأكّد خلال الفعالية أنه عندما نتحدّث في هذا الكتاب عن شخصيّة فاعلة، فإننا نتحدّث عمّا يجب علينا أن نقوم به تجاه رموزنا والشخصيات الوازنة والفاعلة في تاريخنا والتي حاول المستعمر تشويهها وتزييفها بشكل أو بآخر، وقال في هذه المناسبة: عيد استقلال الجزائر هو عيد استقلال سورية، فعندما كان الشعب السوري يهتف “تحيا الجزائر والجزائر حرة” في اللحظات الحرجة التي كانت تعيشها الجزائر، فإن الشعب الجزائري كان أيضاً يهتف من أجل سورية، أي أن هناك تماهٍ كبير ما بين الشعبين، ويجب علينا أن نشتغل كثيراً على تفعيله وتطويره لا سيما من خلال الثقافة، لأنها هي الديبلوماسية النّاعمة والأقدر على الوصول إلى كافة شرائح المجتمع.
من جهته عرضَ السفير الجزائري في سورية “كمال بو شامة”، مؤلِّف الكتاب، شرحاً عامّاً عن مضمون الكتاب، وتساءل: لم لا أقدّم هذا الكتاب للشباب العربي هنا في سورية، وتحديداً في قصر الأمير عبد القادر وسط دمشق، ليعرفوا الكثير عنه، فنحن لدينا شوراع ومدارس وجامعات باسمه لكن في الواقع هل نعرف أنه من كان على رأس حفر وإنجاز قناة السويس؟ وهو من أبعد وأخّر الاستعمار ضد البلد عام ١٨٦٠؟ وأيضاً هو من أنقذ في هذا القصر حوالي ١٥ ألف مسيحي من مذبحة كانت ستنال منهم؟ وأحداث كثيرة لا يعرفها شباب اليوم، وأضاف: اغتنمنا فرصة مناسبة الاستقلال من أجل تقديم هذا الكتاب.
وبهذه المناسبة تحدّث مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين السورية السفير الدكتور “رياض عباس” عن أهمية الكتاب وطبيعة العلاقات بين البلدين فقال: مضمون هذا الكتاب عن أبرز شخصية من شخصيات العالم العربي، الذي قام بوضع جسور بين الثقافات العربية والعالمية، وفتحَ الطريق بين الشرق والغرب، وهي أفكار يجب أن نعلنها على الملأ، أما العلاقات بين سورية والجزائر فهي مميزة منذ استقلال البلدين، وقد تجلّت أمام الجميع من خلال المساعدات التي قدّمتها الجزائر رسمياً وشعبياً للشعب السوري عندما تعرّض للزلزال، إضافة إلى مواقفها المشرّفة خلال أزمتنا بمختلف المحافل الدولية.
حضر الاحتفالية حشد كبير من السياسيين والديبلوماسيين والمثقفين العرب والأجانب، كما حضرها أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وعدد من أعضاء الاتحاد.