لماذا نكره أنفسنا؟.. الجواب في كتاب

شمس سورية – متابعة

يقول “فتحي المسكيني” في كتاب “الهجرة إلى الإنسانية” تحت عنوان “نرسيس والحطيئة أو لماذا نكره أنفسنا؟”:

ذكر المسعودي، في “مروج الذهب”، أن بعض الحيوان، مثل الفيلة والخيل والإبل، يجزع من الماء الصافي إذا ورد للشرب، فيضربه ويكدره، فإذا تكدَّر شرب منه مطمئنًّا. ولعل ذلك “لمشاهدة صورها في الماء لصقالته وصفائه”. ويبدو أن هذا خاصٌّ بما عَظُم من الحيوان، الذي متى “رأى صورته مُنعكِسة على صفاء الماء أعجبَتْه لعِظَمها وحُسنها وما بان به من حُسن الهيئة عمَّا دونه من أنواع الحيوان”. ولا ندري أي اطمئنان يتحقَّق لها مع الكدر أو التكدير، ولو كان رغبة من عندها.

فهل نكسر المرآة إذَن — نحن بني البشر — حتى نستطيع أن نرى أنفسنا من دون خوف؟ خوف من الوجه الآخَر لأنفسنا؟ حيث يبرز وجهُنا دون أن يكون نحن … أو دون أن يتطابق مع ما نظنُّ أنه صورتنا عند أنفسنا.

ربَّما.

ولكن يبدو أن الفرق بين الماء والمرآة أكثر خطورة مما نتصوَّر لأول وهلة. يستطيع الماء أن يتكدَّر دون أن يفقد من حقيقته: كونه يَروي ظمأ الحيوان الذي فينا. لكن المرآة لا تتكسَّر من أجلنا أبدًا. وبعض الهويات يشبه المرآة: إنها لا تتكسَّر من أجلنا أبدًا، فهي في الحقيقة لا ترى إلا نفسها، وكل مَن يحرص على أن يَدين بشكل حياته إلى كينونة مرآوية، هو يؤيد فقط حاجته إلى ما لا يتكسَّر من أجله، ويرهن هُويته في أنانية لا تحب غير نفسها.

شاهد أيضاً

“صباغ” يبحث مع “لافروف” في مينسك تطورات الأوضاع في المنطقة وضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على شعوبها

شمس سورية – متابعة في إطار مشاركتهما في المؤتمر الدولي الثاني للأمن الأوراسي في العاصمة …