شمس سورية – متابعة
أقيم في فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب محاضرة بعنوان (مقاربة الغربة والاغتراب في الأدب العربي الحديث)، قدّمتها الدكتورة “ضحى خرمندة “، مؤكدّة منذ البداية أن الاغتراب هو حالة شعورية يعيشها المبدع الذي يشعر بأنه شخص غريب عن مجتمعه.
و ذكرت أنه من الممكن رصد مظاهر الاغتراب إبداعياً في ثلاثة أبعاد : اغتراب الإنسان عن العالم والكون ، و الاغتراب عن الجماعة التي ينتمي إليها بما لها من ماض، وقيم وتقاليد، وأخيراً الاغتراب عن الذات وهو أخطر هذه الأشكال الثلاثة وأهمها، موضحة أن المبدع غالباً ما يكون ضحية الحالة الأخيرة لأنه في حالة صراع مع المجتمع فهو يرصده بعين مختلفة تطمح لرقي الإنسان مادياً وروحياً.
كذلك تحدّثت خلال المحاضرة عن الاغتراب كظاهرة صنفت من الظواهر القديمة جداً، حيث عبّر العديد من الشعراء عنه منذ القدم كامرئ القيس وطرفة بن العبد وآخرين، و أن الاغتراب في الشعر العربي المعاصر يعبر عن أزمة ذات وجهين : الأول يتصل باضطراب الهوية والانتماء، والثاني : العلاقة المتأزمة مع المجتمع، وكلاهما يؤديان إلى عزلة وضياع وتخبط لأبناء الوطن عامة ، وللشعراء بوصفهم معبرين عن أحاسيس المجموع، ولم تغفل عن شواهد من قصائد شعراء عبروا عن الاغتراب في العصر الحديث ومنهم ممدوح عدوان ومحمد الماغوط ونزيه أبو عفش.
يندرج موضوع المحاضرة ضمن خطة فرع حلب للاتحاد في تجديد المواضيع المهمة في الأدب والحفاظ عليها.